ترتبط فكرة حب النفس لدى معظم الناس بصفة
الأنانية فهم دائما ينعتون الأناني بأنه شخص لا يحب إلا نفسه، والشخص الذي
يحب الناس ويضحي من أجلهم بأنه إنسان غيري يؤثر مصلحة الغير على مصلحته أو
يفني نفسه في سبيل الآخرين مما جعل فكرة حب الذات عمل يجرمه الناس ويحتقرون
من يتحدث عنه وقاد هذا الكثيرين إلى إخفاء رغبتهم بإسعاد أنفسهم حتى لا
يتلمز عليهم القوم من حولهم.
عزيزي وعزيزتي من لا يجدون من يمنح أنفسهم
ويغمرها بالعطف والحنان ويعيشون عيشة قاسية تخلو من دفء الحب ولمسة التدليل
التي يبحث عنها كل إنسان مع غيره، إذا نظرت داخل نفسك جيدا ستجد أن لديك
القدرة على تعويض كل ما ينقصك من الحب لكنك لا تلتفت إليه، وسوف نساعدك
بنصائحنا البسيطة التالية:
لقد آن الأوان لنصحح أفكارنا الخاطئة ونعطي
أنفسنا حقها فالنفس أهم شيء خلقه الله وقد كرمها عن باقي ما خلق لذا من
الطبيعي أن نكرمها ونمنحها الحب الذي تستحقه، كيف يمكنك عزيزي الإنسان أن
تحب إنسانا آخر وأنت لا تحب نفسك وهي الأقرب إليك من غيرها، كيف يمكنك
إعطاء شيء لا تملكه لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فهيا بنا نتعلم كيف نحب
أنفسنا ونحنوا عليها.
توقف عن نقدك اللاذع لنفسك:
حتى لا يفهمني أحد بشكل خاطيء، أقصد بالنقد الذي لابد من التوقف عنه هو نقد
مكوناتك الشخصية والجسمانية التي خلقت بها ولا يمكنك تغييرها مهما فعلت
لأن نقدها يعتبر نقد سلبيا لا ينفع إنما يضر، لذا عليك اتباع الخطوات
التالية لتتمكن من إيقاف ذلك:
1- كن على يقين من أن النقد السلبي لا يغير شيئا.
2- ارفض أن تنقد نفسك.
3- اقبل نفسك بالضبط كما هي.
4- اعلم أن الشخص يتغير تلقائيا.
5- عندما تنقد نفسك بطريقة سلبية تحقق تغيرا سلبيا.
6- عندما تتقبل حقيقة نفسك تحقق تغيرا إيجابيا بناءاً.
لا تخف نفسك:
التخويف من أبشع الطرق التي يستخدمها الإنسان لإنجاز عمل ما، فعندما يقوم
الوالدان يتخويف طفلهما حتى ينفذ ما يريدان يسببان له الكثير من المشكلات
والعقد النفسية التي تمهد الطريق إلى هدم الشخصية بدلا من بنائها لذا لا
تخف أبدا من أي شيء، لكن حاول التفريق بين الخوف من الغير وتقوى الله؛ لأن
هناك فرقا شاسعا فتقوى الله لا تنبع فقط من كوننا نخشى عذاب الآخرة إنما من
حب الله وحب جنته التي نسعى جميعا للفوز بها، وإذا حدث وتملكك شعور بالخوف
اتبع ما يلي لتتخلص منه:
- لا تخف نفسك بنفسك.
- توقف عن تخويف نفسك عن طريق بعض الأفكار الهدامة.
- كن على يقين أن الحياة بالخوف حياة بغيضة ولا تفعل ما يجعلك تخاف أحد أو شيء.
- حاول العثور على صورة تصورية بعقلك تمنحك السعادة وتذكرها دائما، كصورة
الجنة التي تسعد كل مؤمن عندما يتذكرها ويتخيل نفسه بها مما يهون على نفسه
كل شيء.
- عندما يحاول الخوف التسلل إلى نفسك تذكر تلك الصورة الجميلة في الحال.
اصبر وتعامل مع نفسك برقة وحنان:
تخيل نفسك وكأنها أغلى ما تملك بالحياة وأقرب ما يكون إليك وأنها مخلوق
ضعيف رقيق حساس لذا فهي تستحق منك معاملة خاصة تتناسب مع تلك السمات
المرهفة، فهيا نسير على هذا الدرب:
1- تعامل مع نفسك بلياقة فلا تهينها بالكلمات أو الأفكار أو حتى بالضرب.
2- امنح نفسك كما كافيا من الحنان فيجب
تحفيزها ومكافأتها عندما تفعل شيئا جيدا، وقف بجانبها وامنحها القوة عندما
تواجه صعوبات أو تمر بأزمات.
3- اصبر على نفسك إذا ما أخطأت ولا تنس أنها نفسك والقريبة منك والوحيدة التي ستظل معك لو ابتعد عنك كل الناس وهي من تتحمل ما يصيبك.
4- عاملها كأنها شخص تكن له كل الحب بالكلمات والأفعال.
تعامل معها بلطف:
اعلم أن كراهية النفس ما هي إلا كراهية أفكارك الخاصة لذا لا تكره نفسك
بسبب ما تملك من أفكار سيئة لأنها مجرد أفكار لم تتحول بعد إلى أفعال،
وبهذا لديك الفرصة الكافية لتقوم بتغييرها من غير أن تجرح نفسك، واعتبر
نفسك طفلا وتحدث معها بهدوء وقدم لها الدلائل ووسائل الإقناع التي تساعدها
على تغيير تلك السلبيات.
امدح نفسك بدون غرور:
علمنا سابقا أن النقد اللاذع يؤثر بالسلب على الروح المعنوية ويضفي نوعا من
اليأس على النفس بينما يقوم المدح ببناء شخصية قوية محبوبة لنفسها وللغير
فتعلم أن تذكر سماتك الحميدة وإنجازاتك على قدر المستطاع، وكم هو جيد وناجح
ما تفعل وما فعلت وهذا على كل شيء مهما كان بسيطا، لأنك بهذا تحفز نفسك
وتعطيها دفعة وتروي بداخلها بذور الحب الإيجابي.
ادعم نفسك بكل ما تملك:
لتدعم نفسك عليك أن تفعل الآتي:
- البحث عن طرق فعالة لتقويتها ومساندتها.
- لا تفعل هذا وحدك بل استعن بمساندة أصدقائك المقربين.
- اعلم أن طلب المساعدة من الغير عندما تكون بحاجة إليها هو من سمات القوة لا الضعف.
- اذكر الله دائما فبذكر الله تطمئن القلوب والأنفس.
أحب ما بك من سلبيات:
ربما يتسرع معظمكم في الحكم على هذه العبارة عند قراءتها بطريقة سطحية
والغفلة عما تحوي من معان خفية فهيا معي نسير سويا تدريجيا لنصل إلى الغرض
منها والنصيحة التي تختبيء بداخلها.
بكل منا جوانب سلبية اتسمنا بها وأخطاء
فعلناها، فعلينا الاتفاق معا على أننا الذين قمنا باختلاق هذه السلبيات حتى
نتمكن من إشباع بعض الحاجات، وبعد إدراكنا لتلك المشكلات نحاول الآن البحث
عن حلول وطرق إيجابية بديلة لإشباع نفس الرغبات، وبعد تحقيق ذلك والوصول
إلى تلك الحلول، حاول بهدوء ولطف أن تفتح الباب للسلبيات القديمة حتى تذهب
إلى طريق من غير رجعة ليحل محلها الطرق الإيجابية البديلة، وبهذا كانت تلك
السلبيات الطريق للوصول إلى الإيجابيات مثلما يعتبر الظلام مرحلة لابد منها
لنصل إلى النور.
اعتن بجسمك:
يتم هذا من خلال ما يلي:
1- تعلم كل ما يمكنك عن طرق التغذية السليمة.
2- أي نوع من الوقود الذي يحتاج جسمك إليه للحصول على المستوى المطلوب من الطاقة والحيوية.
3- تعلم كيف تؤدي التمارين الرياضية
المناسبة لك بطريقة صحيحة لأن لكل جسم ظروفه الخاصة سواء كانت تكوينية أو
مرضية وبهذا يكون بحاجة إلى نوع خاص من الرياضة وطريقة خاصة لتأديتها.
4- احترم المكان الذي تعيش به واعتز به مهما كان لأن الرضا هو مفتاح الحب وطريق السعادة السريع.
كن مرآة نفسك:
- انظر داخل عينيك كثيرا.
- عبر عن تطور ونمو شعورك بحب نفسك.
- سامح نفسك على ما تفعل من أخطاء.
- تحدث إلى والديك وكل من تحب.
- انظر في المرآة.
- سامحهم أيضا على ما تسببوا من جروح لك.
- قل لنفسك ولو مرة واحدة في اليوم “أنا أحبك” أو ” أنا حقا أحبك”.
أحب نفسك:
من فضلك عزيزي القاريء لا تتردد في أن تحب نفسك قبل فوات الأوان:
- إذا كنت مريضا لا تنتظر حتى تتعافى من مرضك ثم تحب نفسك.
- إذا كنت بدينا لا تنتظر حتى تصل للوزن المثالي ثم تحب نفسك.
- إذا كنت عاطلا لا تعلق حبك لنفسك حتى تحصل على وظيفة.
- إذا كنت وحيدا لا تؤجل حبك لنفسك حتى يشعر بك أحد.
- ابدأ الآن.
- وابذل كل ما تستطيع لتحافظ على هذا الحب.
هذه هي آخر خطوة في الطريق إلى حب النفس
الإيجابي، أتمنى أن يمر عليك كل يوم تحقق خلاله خطوة من تلك الخطوات تدرك
بها كم أنك شخص يستحق الحب وكم هو ضروري أن نشعر بهذا الشعور تجاه أنفسنا
التي أصبحت فقيرة إلى ذلك في هذا العصر الذي أجبرنا على التخلي عن كل شيء
جميل وإهمال كل من نحب ونسيان من يستحقون هذا الحب.