إنهم لا يلعبون.. إنهم يلعبووووون ، ليست مجرد نشاطات تافهة لشغل الوقت أو للتسلية، بل إحدى أهم أساسيات صحتهم النفسية والبدنية، يطورون قدراتهم، يكتشفون عالمهم، ويتعرفون على أنفسهم
مهارات لا حصر لها يمكن أن يكتسبها طفلك من خلال ألعابه، فاللعب هو أهم عناصر حياته وضرورات نمو شخصيته بشكل سوى، كما أنه مصدر ثرى لمعلوماته وتنمية مهاراته الجسدية والإدراكية والعاطفية. ينطبق هذا على كل أنواع الألعاب سواء الحركية أو الفكرية أو الفنية.
%80 من مهارات الإنسان اللغوية والإجتماعية والفكرية يكتسبها فى الفترة ما بين لحظة الميلاد وسن الثامنة. فى هذه الفترة بإمكانك تشكيل شخصية طفلك واهتمامته من خلال اللعب، وتبدأ أهمية اللعب فى حياة طفلك من سن 3 شهور، حيث يبدأ فضوله وحب استطلاعه وتجربة الجديد، والألعاب تنتج له عالما واسعا لهذه التجربة، فيتعرف على نفسه من خلالها، ويدرك ما يحبه وما يكرهه.
ليس هناك نوع محدد من الألعاب أفضل من الأخر، فالطفل لا بد أن يمر فى كل مراحل حياته بكل أنواع الألعاب، ثم نتركه هو ليحدد ما يحبه ويريد الأستمرار فيه. لكن من المهم أن تكون الألعاب مناسبة لعمره، فالأختيار الخاطئ يضر جدا بصحته النفسية، صعوبة اللعبة تسبب له الإحباط وسهولتها تصنع منه شخصية إما تافهة وإما مغرورة.
خصص لطفلك غرفة خاصة للألعاب، هيئ له البيئة التى تساعده على الإكتشاف واللعب دون قيود أو خوف من تخريب أثاث المنزل أو تكسير الأوانى.
وأقبل أفكاره دون التقليل من شأنها أو وضع قيود عليها، ولا مانع من تعديل بعض أفكاره الخاطئة بحكمة ولين من خلال الألعاب، لكن حاول بقدر المستطاع أن تجاريه فبما يفكر فيه، تركيزك يجب أن يكون على طريقة التفكير ذاتها أكثر من التركيز على النتائج.
شارك طفلك ألعابه فهذا سيقوى علاقتك به وسيساعدك على تعزيز سلوكه الجيد أو رفض آخر سيئ، أيضا فاللعب وسيلة سهلة لتقوية حصيلة طفلك اللغوية وتنمية فن المحادثة لديه، حاول دائما أن تضيف إلى قاموسه بعض الكلمات الجديدة، ولا تبخل عليه بالشرح أو التوضيح أو الإجابة عن تساؤلاته كلها.
ألعاب طفلك يجب ألا تحمل قيما دينية أوعادات اجتماعية منافية لما تريد أن تعلمه إياه، واحرص كذلك على أن تكون سهلة الحمل، غير ثقيلة ، لا جوانب حادة لها ولا شرائط طويلة أو حبال يمكن أن تلتف حول رقبته، كذلك لابد أن تكون ثابتة الألوان وليست صغيرة جدا بحيث يمكن ابتلاعها.
ومن الأفضل اختيار الألعاب التى تحتوى على دليل خاص بها فهى تحوى معلومات ارشادية كافية توضح السن المناسبة لها، كيفية استخدامها، والأخطار المتوقعة منها.
المكعبات
تعرفه على أشكال الحروف والكلمات والأعداد والحيوانات، تساعد على بناء شخصيته، وإثراء خياله، فطفل المكعبات هو طفل متحدث، يبدى رأيه ويعبرعن نفسه، ويكتشف بيئته بثقة دون تردد أو خوف، على عكس الطفل الذى يتعلم بالطريقة التقليدية فهو عادة يردد ما يتم تلقينه فقط. تساعد المكعبات الطفل على التفكير المنطقى من خلال التعرف على الأحجام والأشكال والأرقام، كما تساعد على نمو عضلات يديه التى يستخدمها فى رفع ونقل المكعبات وتطور كذلك من قدرته على السيطرة على عضلاته، كما أنها تنمى لديه الإحساس بالفخر والثقة بالنفس بعد الإنجاز.
الألعاب الفكرية
أهمها على الإطلاق البازل والشطرنج، فهى تخاطب عقل الطفل بشكل مباشر، وتجعل منه شخصية مرتبة الأفكار، ولأنها ألعاب ولا تتطلب حركة وتعتمد على إعمال العقل، فهى تصنع طفلا قادرا على التفكير الصامت الحكيم، قوى، صبور، عقلانى وغير متهور، كما أنها تعلم الطفل كيف يفكر ثم يبدأ فى تحويل أفكاره إلى أفعال، وتنمى كذلك ذاكرته وذكاءه وتساعده على التركيز.
الرسم والتلوين
الألوان هى جزء من التكوين العقلى للطفل، وخلافا لفوائدها فى تنمية الحواس الفنية لدى الأطفال، فرسومات طفلك ستفيدك أنت أكثر مما قد تفيده هو، هذا ما يؤكده لك أطباء علم النفس، فالرسم أو التلوين يعتبر عملا فنيا تعبيريا، وهو شكل من أشكال التواصل غير اللفظى، والتنفيس الأنفعالى عن حقيقة مشاعره نحو نفسه والآخرين.
وبالتالى فالرسم وسيلة ممتازة لفهم العوامل النفسية وراء سلوك طفلك، وقد أثبتت الدراسات النفسية التحليلية للأطفال أننا نستطيع من خلال الرسم الحر الذى يقوم به الطفل أن نصل إلى أمور لا شعورية غير ظاهرة، ونتعرف على مشكلاته وكذلك ميوله واتجاهاته ومدى اهتمامه بموضوعات معينة فى البيئة التى يعيش فيها.
وتذكر أنه ليس من الضرورى أن يجيد طفلك الرسم حتى يستفيد من فوائده، فأى تعبير بالألوان حتى لو لم يكن ذا معنى له الأهمية ذاتها.
الألعاب التظاهرية
مثلا.. عندما تلعب البنت بالعروسة وتتظاهر أنها ابنتها، أو عندما يلعب الولد بالسيف ويتظاهر أنه فى المعركة، ويبلغ هذا اللعب ذروته ما بين سن 18 شهرا وحتى سن الثامنة. وهذا النوع من الألعاب يثرى خيال الطفل بشكل واسع، وينمى الجانب الاجتماعى لديه، وهذا لأنه غالبا ما يقوم على تخيل طرف آخر من اللعبة.
الألعاب الجماعية
هى أقرب طريق لصنع شخصية اجتماعية تؤمن بروح الجماعة وبقيمة العمل الجماعى والمصلحة العامة، تعلمه النظام، تساعده على إقامة علاقات متوازنة وتعلمه كيفية حل مشاكله فى إطار الجماعة، واحذر فإن ابتعاد طفلك عن مثل هذه الألعاب هو أول مؤشر على شخصية تميل إلى العزلة والعدوانية والأنانية. الكرة هى من أهم الألعاب الجماعية وأكثرها شعبية بين الأطفال، ورغم ذلك فإن الطفل الذى يميل إلى الأنانية والأستحواذ على أشيائه من الممكن أن يستمتع باللعب بالكرة بشكل منفرد. والكرة هى من الألعاب التى تحرض الطفل على الأندفاعية وسرعة قذف أفكاره دون تفكير بشكل سليم، لكنها وفى الوقت نفسه تجعل منه شخصية شجاعة ومقدامة تهوى أن تكون فى المقدمة دائما.
متى تصلح هذه اللعبة؟
- من الولادة وحتى سن 6 أشهر : الألعاب المعلقة فوق السرير بأشكالها وألوانها المختلفة.
- من 6 أشهر وحتى سنة: المكعبات الخفيفة، دمى الحيوانات المحشوة، أوانى مطبخية، ألعاب بلاستيكية فى حوض الأستحمام، كرة خفيفة، ألعاب بلاستيكية تصدر أصواتا عند استخدامها.
- السنة الأولى والثانية: المكعبات، الدمى الكبيرة، العربات الصغيرة، هاتف اللعب، ألعاب تركيبية بسيطة خشبية أو بلاستيكية.
- من 3 إلى 5 سنوات: ألعاب تركيبية يمكن فكها وتركيبها، أدوات رسم وتلوين، دراجة أو عجلة صغيرة بعجلات خلفية.
- من 6 إلى 8 سنوات: قصص ملونة، ألعاب رياضية، ألعاب تركيبية معقدة، سيارات يمكن التحكم بها عن بعد.